ولإثبات تلك النظرية الشائعة قام فريق طبي في جامعة نورثويستيرن في مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة تحت قيادة الدكتور برانيغان بتحديد درجة الإصابة بالقلق والكآبة لدى 47رجلاً و 26امرأة مصابين بالعقم تم استفتاؤهم بواسطة استبيان خاص للقلق والاكتئاب واظهرت النتائج أن حوالي 56% من النساء وحوالي 30% من الرجال مصابون بدرجة عالية من القلق وحوالي 36% من الرجال وحوالي 53% من النساء يشكون من الاكتئاب مما يؤكد تأثير العقم بمعدل أعلى لدى الزوجات مقارنة بأزواجهم، ولكن الجدير بالذكر أنه بالرغم من تلك الأعراض النفسية لم يجد هذا الفريق أية اضطرابات زوجية بين الزوجين في تلك الدراسة، وفي اختبار آخر من جامعة كورنيل في نيويورك قام به الدكتور مولهال وفريقه الطبي حول تأثير العقم الذكري أو الانثوي على جودة حياة الزوج حسب نتائج استبيانات أجاب عليها 39رجلا تراوحت أعمارهم بين 30و 45سنة تبين أن العقم بحد ذاته حتى لو كان ناتجاً عن أسباب انثوية خفض معدل جودة حياة الرجال خصوصاً الشباب منهم وسبب لهم الاكتئاب المعتدل بنسبة 23% والشديد بمعدل 8% تقريباً، وقد تسبب تلك الكآبة عند هؤلاء الرجال الامتناع عن مزاولة الجنس وحتى العجز الجنسي الذين قد يؤثران سلبياً على نسبة نجاح الإنجاب مع المعالجة مما يشدد أهمية استشارة أخصائي في الأمراض النفسية لتشخيص ومعالجة تلك الحالات.
فتلك الدراسات الأميركية تؤكد النظريات العالمية حول التأثير النفسي الشديد للعقم على الزوجين وخصوصاً في العالم العربي حيث تقاس الرجولة أحياناً بعدد الأولاد وحيث يكون للإنجاب أهمية قصوى لتوطيد العلاقة الحميمة بين الزوجين وتثبيت الأواصر العائلية بينهما وبين عائلتهما وأقاربهما، ورغم أن العقم بحد ذاته لا يشكل مرضاً خطيراً يهدد حياة الزوج أو الزوجة إلا أن لحدوثه كما أثبتت الدراسات التي ذكرناها آنفاً أثراً سلبياً عميقاً من الناحية الزوجية والنفسية خصوصاً بعد تعرض كلا الزوجين إلى شتى التحاليل والمعالجات المنغصة والمؤلمة أحياناً مع احتمال فشلها مما يزيد شدة الأعراض النفسية لديهما فضلاً عن تكبدهما التكاليف الباهظة للتمكن من الإنجاب والتمتع بفلذات كبدهما المحرومين منها.
فتلك الدراسات الأميركية تؤكد النظريات العالمية حول التأثير النفسي الشديد للعقم على الزوجين وخصوصاً في العالم العربي حيث تقاس الرجولة أحياناً بعدد الأولاد وحيث يكون للإنجاب أهمية قصوى لتوطيد العلاقة الحميمة بين الزوجين وتثبيت الأواصر العائلية بينهما وبين عائلتهما وأقاربهما، ورغم أن العقم بحد ذاته لا يشكل مرضاً خطيراً يهدد حياة الزوج أو الزوجة إلا أن لحدوثه كما أثبتت الدراسات التي ذكرناها آنفاً أثراً سلبياً عميقاً من الناحية الزوجية والنفسية خصوصاً بعد تعرض كلا الزوجين إلى شتى التحاليل والمعالجات المنغصة والمؤلمة أحياناً مع احتمال فشلها مما يزيد شدة الأعراض النفسية لديهما فضلاً عن تكبدهما التكاليف الباهظة للتمكن من الإنجاب والتمتع بفلذات كبدهما المحرومين منها.
وخلال مئات السنين وعبر العصور والأزمنة الغابرة وحتى وقت قصير تحملت المرأة وحدها عبء الزوج الذي لا ينجب وثقل عقر المخدع الزوجي الذي لا يخصب، وفي أغلب الأحيان، في كل زواج ما حل جلب، كانت المرأة محتقرة ومعذبة ومنبوذة، تتحمل الإهانات لأنها لم تحمل ولم تلد، وكان الرجل يتبختر ويتعنتر في عظمته وجبروته وهو صاحب السيادة والسلطان وغير مسؤول عن العقر والعقم وفوق كل شائبة ونزه عن كل ما يمت إلى العقم بصلة، وظل الطب نفسه حائراً في فهم أسباب العقم وكثيراً ما كان يفشل في اعطاء البرهان على أن الرجل أيضاً قد يكون سببه حتى أدى اختراع المكرسكوب أو المجهر إلى رؤية أصغر الأجسام حجماً وإلى تكبيرها ومراقبتها وملاحظتها وكان الدكتور (فان لوفينهوك) أول من راقب الحيوانات المنوية تحت المجهر في سنة 1677م وصورها بخط يده وكان بدء الانقلاب في تشخيص العقم ومسؤولية الرجل فيه التي قد تتراوح كما ذكرناه سابقاً بين 40% و50% مما ساعد على معالجته حسب أسبابه بنجاح عال في العديد من تلك الحالات ولكن مع زيادة نسبة ارتباك وقلق وقنوط الزوج العقيم وشعوره بالذنب وقلة الرجولية وتخوفه من تلطيخ سمعته في المجتمع وفضح أمره أمام أقاربه وأصدقائه وجره إلى المحاكم الشرعية في دعوة طلاق.
ولكن الحقيقة الطبية أن للعقم الزوجي أسبابا عضوية وهرمونية وجينية والتهابية ومناعية قد تصيب حوالي 15% من المتزوجين وتعتبر في أغلبها قابلة للمعالجة ولا علاقة بين القدرة الإنجابية عند الرجل ورجولته وليست مقياساً لقدرته الجنسية عادة إلا إذا كان مصاباً بالعجز الجنسي أو تخاذل القذف أو اضطرابات جنسية أخرى تحد من قدرته على المجامعة الطبيعية والقذف وتلقيح البويضات والتي يمكن معالجتها بنجاح في معظم الحالات، وقد أثبتت عدة اختبارات عالمية أن للعوامل النفسية والميول الجامحة القوية والتشنجات تأثيراً سيئاً على فرص الحمل كما أنها تؤثر على الإباضة وتنظيم العادة الشهرية وإنتاج الحيوانات المنوية، وهذا ما يفسر عدة حالات نشرت في المجلات الطبية الغربية حيث تم الإنجاب الطبيعي بعد الاخفاق المزمن عندما لجأ الزوجان إلى تبني ولد أو إلى الإخصاب الاصطناعي مما أدى إلى زوال الضغوط والاضطرابات النفسية التي كانت ترافق محاولات الإنجاب السابقة، وقد ناقش الدكتور مكلاود MCleod في مركز نيويورك الطبي تأثير الضغط الفكري والعواطف المضطربة على إنتاج الحييات المنوية وعزاها إلى وجود خلل في الغدد فوق الكلى أو الكظرين وهي الغدد التي تعمل في حالات الطوارئ والضغوط الطارئة في الحياة، ولكن النظريات الأخرى ترتكز على تأثيرها السلبي على الوطاء أو الغدة النخامية مع فشل افرازهما الهرمونات الأساسية لعملية الإباضة والانطاف.
وبالخلاصة ان للعقم تأثيرا نفسيا شديدا على الزوجين وخصوصاً الزوجة مع تسببه للقلق والقنوط والاكتئاب وغيرها من الاضطرابات النفسية والضغط الفكري اللذين قد يساهمون بدورهما في فشل المعالجة مما قد تشكل حلقة مفرغة إذ إنها قد تزيد من نسبتهما وشدتهما عند الزوجين، فالعقم حالة مرضية قدرها الله سبحانه وهو قد يصيب أي رجل أو امرأة لأسباب جينية وهرمونية والتهابية ومناعية وهي قابلة للمعالجة الناجحة في معظم تلك الحالات إذا ما وجهت مباشرة نحو أسبابها باستعمال أفضل واحدث الوسائل العلاجية بعيداً عن روح التجارة والابتزاز المالي المعيب. فإن الزوجين العقيمين اللذين قد يتخبطان في براثن العذاب المعنوي والضغط الفكري والاضطرابات النفسية يتطلبان علاجاً ناجحاً، وهذا من حقهما للتوصل إلى الإنجاب والتمتع بأولاد يشرقون حياتهما ببريق من البهجة والمتعة. فمن واجب الاخصائيين أن يبذلوا جهدهم الطبي للتوصل إلى تلك الغاية المنشودة بكل تفان وجهد وعسى الله سبحانه تعالى أن يستجيب نداء هؤلاء الأزواج ومنحهم تلك الهبة الالهية التي يتوسلون إليها، ومن الضروري أحياناً تحويل الزوجين إلى أخصائي في الأمراض النفسية أو العلاقات الزوجية لمساعدتهما على وضع حد لاضطراباتهما النفسية المنغصة التي تؤثر سلبياً على جودة حياتهما والتي قد تساهم في عدم قدرتهما على الإنجاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق