كيفية حصول العين على لونها المميز

هل تعلم أن المادة الصبغية ليس لها دور في أن يكون لون العيون أزرق أو أخضر؟ في الواقع كل لون نراه في الطبيعة هو نتاج انتشار الضوء متعدد الألوان. يحدث نفس الشيء فيما يتعلق بلون العين بفضل ظاهرة تسمى التلوين الهيكلي، وهي أمر مشترك في الحيوانات البحرية والحشرات والطيور.

يجيب «بول فان سليمبروك»، المتخصص في شؤون الألوان، في مقال على موقع The Mind Unleashed، عن سؤال «كيف تحصل العين البشرية على لونها؟»، يبدأ فيه بإلقاء نظرة على بناء عين الإنسان لفهم أكثر لفيزياء لون العين. أوضح فيه أن القزحية وهي الجزء الملون من العين، يحتوي على طبقتين من الخلايا؛ الأمامية وهي السَّدَى، والخلفية وهي الظِّهارة.

وذكر أن الظِّهارة تحتوي على أصباغ داكنة اللون، وهي التي تؤدي إلى ظهور البقع الداكنة الصغيرة في القزحية، بينما السَّدَى تتكون من ألياف الكولاجين عديمة اللون، وفي بعض الحالات تحتوي السَّدَى على الميلانين، وفي حالات أخرى تحتوي على رواسب الكولاجين المفرطة، وهذان العاملان يلعبان دورًا هامًّا في تحديد لون العيون.

ما هي الاختلافات في كل لون عين؟

نبدأ باللون البني، ويحتوي السَّدَى في هذه الحالة على نسبة عالية من الميلانين، الذي يمتص أغلب الضوء الذي يدخل العين وهذا يجعلها تحصل على لونها الداكن.

يحدث الأمر نفسه في العيون العسلية، التي تحتوي على كميات أقل من الميلانين في السَّدَى، وبالتالي ينشر بعض الضوء في الجو، هذا يؤدي إلى اختلاط درجات اللون البنية والزرقاء، مما ينتج لونًا يجمع الظلال البنية والخضراء والصفراء.

أما العيون الخضراء فتحتوي على تركيز منخفض من مادة الميلانين ولا تحتوي على رواسب الكولاجين، وبالتالي، يدخل جزء ضئيل من الضوء إليها يمتصه الميلانين، بينما أغلبه ينتشر في الجو نتيجة ظاهرة تسمى تأثير التندال، التي تنتج صبغة زرقاء. نتيجة لذلك تبدو العيون خضراء.

العيون الرمادية تعمل بطريقة مختلفة، فهي يندر بها الميلانين، ولكن تحتوي على رواسب كولاجين كبيرة، التي تتداخل مع تأثير التندال، وتمنع بالتالي الصبغات الزرقاء. لذلك تتناثر موجات الضوء على قدم المساواة، مما يجعل العيون تكتسب اللون الرمادي.

وكيفية حصول العيون الزرقاء على لونها هو الأكثر روعة، فلونها هيكلي بالكامل، ماذا يعني هذا؟ العيون الزرقاء تحتوي على سَدَى عديم الألوان بالكامل بدون أي علامة على الميلانين، ولا يوجد رواسب كولاجين. وبالتالي، جميع الضوء الداخل للعين يتناثر مجددًا في الجو ويجعل تأثير التندال يقوم بوظيفته ويخلق اللون الأزرق النقي. هذا يعني أن العيون الزرقاء لا تمتلك لونها، حيث تعتمد بالكامل على كم الضوء عندما تنظر إليها.