عالم البحار والمحيطات والأحياء المائية عالم واسع ومثير، به مئات النماذج من المخلوقات والأحياء المدهشة والغريبة، وأمام تنوع الكائنات البحرية واتساع فصائلها وأنواعها، تسترعى الانتباه كثير من هذه الكائنات، وخاصة إذا كان الحيوان االبحرى الذى نتحدث عنه غريبًا وغير معروف، والأخطبوط واحد من هذه الكائنات المدهشة، التى تلفت الانتباه كثيرًا بما تمتاز به من صفات وإمكانات، منها عدد أذرعه الكبير، وطرق صيده الغريبة.
يمتلك الأخطبوط 3 قلوب: اثنان منهما يضخان الدم إلى الغلاصم أو “الخياشيم” – وهى أعضاء التنفس عند الأسماك – وبهذه الغلاصم تأخذ الكائنات الحرية الأكسجين المُنْحَلّ فى الماء، فى حين أن القلب الثالث يضخ الدم إلى باقى أعضاء الجسم، ويحتوى دم الأخطبوط الأزرق على بروتين الهيموسيانين، الغنى بالنحاس، والذى تزيد أهميته من أجل نقل الأكسجين فى الأجواء الباردة.
يعتبر ذكاء الأخطبوط محدودًا – قياسًا إلى الكائنات البحرية الاخرى – ولكنه الحيوان الأذكى فى عالم اللا فقاريات، وهى الحقيقة التي جعلت علماء البحار لا يكفون عن اختبار خلاياه العصبية، كما أن له 8 أذرع مغطاة من باطنها، تتمتع بممصّات قوية تستخدم فى الإمساك بفرائسه من الأسماك والأحياء المائية الأخرى.
يتميز كل ذراع من أذرعة الأخطبوط بعدد 240 شفاطًا “فم لاصق”، وعند انقباض العضلات تلتصق هذه الشفاطات بالصخور أو بالفريسة، ويستطيع الأخطبوط من خلالها التعرف على الأشياء التى يلتقطها، كما يمكنه التعرف على طعمها أيضًا.
يؤكل لحم الأخطبوط، وهو واحد من الأطعمة الشهية، ويتميز الأخطبوط بسرعة فائقة فى السباحة فى المياه، ويستخدم 2 فقط من أطرافه للحركة، أما باقى الأطراف فيستخدمها فى الأكل، وفى هذا السياق توصلت دراسات علمية حديثة إلى أن لدى الأخطبوط قدرة كبيرة على تغيير لونه، وعلى الاختباء فى مكانه انتظارًا للفرائس التى تصبح عديمة القدرة على الحركة والتصرف عندما يمسك بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق