في أحد الشوارع القريبة من ميدان طلعت حرب بوسط العاصمة، ذلك الشارع الذي يعتبر أحد مراكز تجارة الملابس الجاهزة كان عدد من المحال التجارية يروجون لبضاعتهم أمام المارة، لفت انتباهنا تلك الخصومات في الأسعار التي وضعها أصحاب عدد من المحال على بضاعتهم وخاصة "البناطيل الجينز"، نادر توفيق صاحب محل ملابس جاهزة ويبيع ملابس الجينز المستورد من تركيا بـ 60 جنيه، بعد الخصم، بينما يقول هو في تصريحات خاصة لـ مصراوي أن سعره الحقيقي تجاوز الـ 100 جنيها، وأنه متخصص في استيراد الجينز منذ أكثر من ثلاثين عام.
تجولنا في عدة محال تجارية بالقرب من هذه المنطقة، ولاحظنا تفاوتا كبيرا في أسعار "بنطلون" الجينز وباقي الملابس الجاهزة عما يبيعه "نادر"، عدنا له مرة أخرى لنسأله عن التفاوت الرهيب في هذه الأسعار، قال" احنا أسعارنا أرخص من أي حد بره، لأننا بنبيع ملابس نضيفة، هي ممكن ماتكونش ماركة، وساعات بنشتريها من تجار هربوها من الجمارك، ومدفعوش ليها سجل تجاري، بس لازم نعمل كده علشان الكل يكسب أنا لو تاجرت في ملابس غالية وماركات، محدش هيجي يشتري مني حاجة".
تجولنا في عدة محال تجارية بالقرب من هذه المنطقة، ولاحظنا تفاوتا كبيرا في أسعار "بنطلون" الجينز وباقي الملابس الجاهزة عما يبيعه "نادر"، عدنا له مرة أخرى لنسأله عن التفاوت الرهيب في هذه الأسعار، قال" احنا أسعارنا أرخص من أي حد بره، لأننا بنبيع ملابس نضيفة، هي ممكن ماتكونش ماركة، وساعات بنشتريها من تجار هربوها من الجمارك، ومدفعوش ليها سجل تجاري، بس لازم نعمل كده علشان الكل يكسب أنا لو تاجرت في ملابس غالية وماركات، محدش هيجي يشتري مني حاجة".
نادر، حاله كحال عدد كبير من بائعي الملابس في مصر خصوصا المتواجدين في أسواق الجمعة والباعة الجائلين في عدد من ميادين وسط العاصمة، هؤلاء من يقومون ببيع بضاعتهم بأرخص الأثمان، والتي تحقق لهم مكاسب خيالية، بسبب الإقبال الشديد عليها.
"هناك إنتاج غير شرعي للجينز، وعدد كبير محلات الملابس الجاهزة تبيع "بناطيل" جينز غير مطابق للمواصفات القياسية العالمية والتي تؤثر على صحة المستهلك، عدد كبير من محال الجينز غير مدرج في اتحاد الصناعات أو الغرفة التجارية".. يؤكد ذلك محمد الداعور رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالقاهرة في حديثه لـ مصراوي.
600 مليون سنويا
يتواجد في مصر حسب إحصائيات شعبة الملابس الجاهزة نصف مليون تاجر وصانع للملابس الجاهزة والتي تتبعها البناطيل الجينز، بالإضافة لخمسة ألاف مصنع لإنتاج الملابس الجاهزة، لا يوجد منها سوى ستة مصانع متخصصة في انتاج الجينز كخام وأقمشة، وهذه المصانع الستة في مدينتي العاشر من رمضان ومدينة السادات، لكن ما تنتجه تلك المصانع يعتبر قليل جدا من احتياجات السوق المصري.
ويؤكد محمد الداعور أن مصر تستهلك 10% فقط من إنتاج المصانع المصرية من الجينز، والباقي يتم استيراده من الخارج، معتبراً تفرد الصين بإنتاج الجينز جعل مصر خارج المنافسة في هذا المنتج، حيث تعتبر الصين أكثر الدول التي نستورد منها الجينز، موضحاً أن شعبة الملابس لا تراقب على الجينز ، "احنا معندناش رقابة ولا عندنا بيانات احصائية، والجينز يندرج تحت كلمة ملابس فلا يوجد تاجر يفضح نفسه، ليس من الذكاء أن يصنف بائع أو تاجر نفسه بأنه بتاع جينز فقط"..هكذا يقول.
"هناك إنتاج غير شرعي للجينز، وعدد كبير محلات الملابس الجاهزة تبيع "بناطيل" جينز غير مطابق للمواصفات القياسية العالمية والتي تؤثر على صحة المستهلك، عدد كبير من محال الجينز غير مدرج في اتحاد الصناعات أو الغرفة التجارية".. يؤكد ذلك محمد الداعور رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالقاهرة في حديثه لـ مصراوي.
600 مليون سنويا
يتواجد في مصر حسب إحصائيات شعبة الملابس الجاهزة نصف مليون تاجر وصانع للملابس الجاهزة والتي تتبعها البناطيل الجينز، بالإضافة لخمسة ألاف مصنع لإنتاج الملابس الجاهزة، لا يوجد منها سوى ستة مصانع متخصصة في انتاج الجينز كخام وأقمشة، وهذه المصانع الستة في مدينتي العاشر من رمضان ومدينة السادات، لكن ما تنتجه تلك المصانع يعتبر قليل جدا من احتياجات السوق المصري.
ويؤكد محمد الداعور أن مصر تستهلك 10% فقط من إنتاج المصانع المصرية من الجينز، والباقي يتم استيراده من الخارج، معتبراً تفرد الصين بإنتاج الجينز جعل مصر خارج المنافسة في هذا المنتج، حيث تعتبر الصين أكثر الدول التي نستورد منها الجينز، موضحاً أن شعبة الملابس لا تراقب على الجينز ، "احنا معندناش رقابة ولا عندنا بيانات احصائية، والجينز يندرج تحت كلمة ملابس فلا يوجد تاجر يفضح نفسه، ليس من الذكاء أن يصنف بائع أو تاجر نفسه بأنه بتاع جينز فقط"..هكذا يقول.
"الداعور" أفاد بأن فقر المستهلك هو ما يجعل التجار يستوردون سلع رديئة، وهذا هو دور هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، والتي أتهمها الداعور بالتقصير في أداء واجبها قائلا" هيئة الرقابة على الصادرات والواردات بتقبض على شحنة وتسيب 10 شحنات تانية ويتم تهريب السلع من خلالها، والغرفة التجارية ليس بيدها شيئ تفعله".
وفي تقرير أعده مركز الدراسات الاقتصادية أوضح أنه بسبب ضعف إنتاج مصر من الجينز أصبحت تستورد سنويا بما يقارب الـ 600 مليون د دولار (ملابس جاهزة) على رأسها البنطلون الجينز فقط من الصين فقط، وباقي المنتجات من تركيا، التقرير أوضح أيضا أن هناك نمط سائد فى ملابس الشباب خلال العقدين الماضين وهى الملابس "الكاجوال" وعلى رأسها الجينز، وأن مصر خرجت من هذه المنظومة بسبب السياسات الخاطئة التى تم إتخاذها فى (ثمانيات) القرن الماضي من خلال الخصخصة التي أدت لإغلاق عدد كبير من المصانع المنتجة للجينز.
في الوقت نفسه يؤكد أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية أن هناك ألاف من تجار الملابس الجاهزة والجينز، يدخلون بضاعتهم بشكل غير شرعي، ولا تستطيع الغرفة التجارية حصرهم وليس لها رقابة عليهم، موضحاً لـ مصراوي أن الموضوع متعلق بهيئة الجمارك فقط، "انا كشعبة مستوردين مقدرش أحصر أعدادها لأنها بتيجي من كذا مصدر وغير مطابقة للمواصفات المطلوبة، معظمها مصنوع من مواد رديئة، وللأسف الإقبال عليها كثير في السوق المصري".. هكذا قال.
وفي تقرير أعده مركز الدراسات الاقتصادية أوضح أنه بسبب ضعف إنتاج مصر من الجينز أصبحت تستورد سنويا بما يقارب الـ 600 مليون د دولار (ملابس جاهزة) على رأسها البنطلون الجينز فقط من الصين فقط، وباقي المنتجات من تركيا، التقرير أوضح أيضا أن هناك نمط سائد فى ملابس الشباب خلال العقدين الماضين وهى الملابس "الكاجوال" وعلى رأسها الجينز، وأن مصر خرجت من هذه المنظومة بسبب السياسات الخاطئة التى تم إتخاذها فى (ثمانيات) القرن الماضي من خلال الخصخصة التي أدت لإغلاق عدد كبير من المصانع المنتجة للجينز.
في الوقت نفسه يؤكد أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية أن هناك ألاف من تجار الملابس الجاهزة والجينز، يدخلون بضاعتهم بشكل غير شرعي، ولا تستطيع الغرفة التجارية حصرهم وليس لها رقابة عليهم، موضحاً لـ مصراوي أن الموضوع متعلق بهيئة الجمارك فقط، "انا كشعبة مستوردين مقدرش أحصر أعدادها لأنها بتيجي من كذا مصدر وغير مطابقة للمواصفات المطلوبة، معظمها مصنوع من مواد رديئة، وللأسف الإقبال عليها كثير في السوق المصري".. هكذا قال.
يسبب العقم والحساسية
صندوق دعم الغزل والنسيج وهو جهة حكومية قام العام الماضي، بعمل جولات ميدانية في عدة أسواق مصرية في الإسكندرية والمنصورة والقاهرة، من خلال فريق بحث من المتخصصين في صناعة الغزل والملابس الجاهزة، وقام بأخذ عينات من بعض الملابس كبناطيل الجينز والذي يباع في تلك الأسواق، ووجدها غير مطابقة للمواصفات، وجزء منها مُهرب بشكل غير شرعي والجزأ الأخر مُصّنع من خامات رديئة ومصبوغ بعدة مواد كيميائية تسبب سرطان في الجلد.. وهذا طبقا لدارسة تتبع صندوق دعم الغزل والنسيج منشورة على موقعها الإلكتروني.
استشاري الأمراض الجلدية بالقصر العيني دكتورة هدى الشوربجي قالت في لقائها بـ مصراوي أن عدد من المرضي الذين يأتون لعيادتها مصابين بحساسية والتهابات جلدية بسبب الملابس المستوردة والتي منها "بناطيل الجينز"، مؤكدة أن بناطيل الجينز المستوردة من خامات رديئة بها مواد كيميائية تصيب الرجال بالعقم، بسبب أن تلك المواد الكيماوية جزء منها مسرطن، كما أن القماش الجينز، يعتبر مادة صلبة نسبيا إذا ما قورنت بالأقمشة الأخرى، مما يجعلها مقيدة للمنطقة التناسلية عند الرجل، وهذا يؤدي لإصابة الرجال بالعقم على المدى الطويل.. حسب الشوربجي.
"فيه بعض المواد بتدخل في تركيب الجينز والملابس الجاهزة، الجينز كلما كان ردئ يسبب أمراضا بعينها، أهمها العقم، احنا بنقول للمريض لا يلبس لبس رديء لأنه مصنع من مواد خاطئة على الجلد، هناك مرضى كثيرين جاءوا للعلاج يعانون من التهابات وحساسية بسبب ارتدائهم لملابس جينز رديئة مصنوعة من مواد كيمائية رديئة، وتطور الأمر عند البعض للعقم".. هكذا قالت.
وأوضحت أن هناك أنواعا من الملابس المصنوعة من الصوف هي أيضا تباع وتحتوي على مواد كيماوية تصيب بسرطانات الجلد والحساسية، وأنها تباشر علاج عدد من الماصبين بالحاسية وسرطانات الجلد نتيجة ارتداء تلك الملابس، وأن هذه الملابس تظهر بكثافة عند البنات التي ترتدي "الكارينا والتي شيرتات، وبناطيل الأستريتش"، وحسب الشوربجي فجزء من هذه الملابس المستورد منها مصنع من ألياف صناعية وهذه المواد خطأ ارتدائها لأنها تحبس العرق على جلد الإنسان، وتحديداً في فصل الصيف بسبب الأملاح التي تحتك مع هذه الألياف الضارة وتسبب في التهابات وسرطانات في الجلد.
عشوائية الرقابة
مجدي طلبة وكيل المجلس التصديري للغزل والنسيج وعضو هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، يؤكد في لقاء مع "مصراوي"، أن المشكلة تتلخص في أن الواردات تأتي من دول كثيرة، وهذا يفتح مجال كبير للتهريب، "احنا عندنا عصابات تهريب كتير جداً، في صناعة الملابس، ولذلك تختلط الأمور دائما".. هكذا يقول.
ويضيف طلبة أن موضوع التهريب دائما يترواح بين جهتين الجمارك ممثلة في وزارة المالية، والتي تدير المنافذ، والداخلية وهي الأمن الجالس على المنافذ، إذا كان يتم التهريب من الصحراء في لييببا أو الموانئ والمطارات، والمنطقة الحرة، فوزارة المالية والداخلية، هما المسؤولين.
وعن دور هيئة الرقابة على الصادرات والواردات والذي يعتبر "طلبة" عضو فيها، يقول أن الهيئة تراقب كل ما يعرض عليها من سلع هندسية أو ملابس بما فيها الجينز وخلافه، "أي شيء يدخل بشكل شرعي يتم الرقابة عليه وفحصه جيداً في المعامل، هناك شحنات بيتم رفضها، لكن اللي داخل غير رسمي لا يخضع لأي بوابات فلازم جهات تنزل تأخذ عينات وتحللها"، وأضاف أن الخطورة ليست في هيئة الرقابة على الواردات، لأن الصناعة المصرية تعاني من المستورد الغير شرعي فقط.
وأكد أن أكثر من 50% من الملابس الموجودة في مصر مهربة وأجنبية، ولا يتم حسابها جمركيا، ونفى أن يكون ذلك مسؤولية هيئة الرقابة على الصادرات، "هذه المنتجات بتدخل البلد بدون أساس رسمي ولم يتم عرضها على أي جهة فالمنافذ مفتوحة".. يقول.
"طلبة" يوضح أنهم كهيئة رقابة على الصادرات والواردات يحاولون الحصول على حق الضبطية القضائية في الأسواق المصرية، بحيث يحق للهيئة النزول في الأسواق وأخذ عينات من المنتجات وفصحها، وحينما استفسرنا منه عن دور مباحث التموين في مراقبة المنتجات أوضح أن مباحث التموين لا تستطيع الرقابة على السوق وحدها، لأنها ليست جهة فنية، وتعتمد على البلاغات المقدمة لجهاز حماية المستهلك فقط، وتهتم بإجراءات المنتح الروتينية سواء كان لها سجل تجاري أو لا، لكن الاهتمام بالمادة الصانعة للمنتج لا تستطيع ان تحدده مباحث التموين لأنهم حسب طلبة غير مؤهلين للكشف عن المواصفات الفنية للمنتج، وأوضح أن هناك ملابس بالجملة في السوق المصري منها الجينز خاماتها رديئة وتصيب المصريين بأمراض.
وأضاف أن هناك أصحاب مصالح في السوق المحلي يريدون وقف الاستيراد، وطالب بتحسين جودة السوق المصري من خلال الصناعة المستوردة "مينفعش نوقف الاستيراد علشان كلام بيتقال، اللي بيدخل شرعي بيدخل أغلى من المحلي، بتوع السوق المحلي يريدون نوع من الاحتكار، اللي يهمنا المستهلك المصري يحصل على سلعة بأعلى جودة وأقل سعر".
206 شحنة ملابس مسرطنة
في السياق ذاته حصل مصراوي على مستند رسمي من هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، يوضح حجم الواردات التي دخلت السوق المصري من الملابس خلال الفترة من يناير 2013 وحتى فبراير 2015، وحجم الملابس المستوردة التي تم رفضها بسبب وجود مواد مسرطنة فيها.
وأكد المستند، أنه في عام 2013 دخلت مصر عدد 4387 شحنة من الملابس الجاهزة، تم قبولها لأنها مطابقة للمواصفات، ووزنها 23165.91 طن، بينما تم رفض 70 شحنة وزنها، 97.39 طن، وفي عام 2014 دخلت مصر عدد 8777 شحنة ملابس جاهزة تقول الهيئة أنها مطابقة للمواصفات، وزنها 74188.22، وتم رفض 128 شحنة ملابس جاهزة، وزنها 730.06، بينما منذ بداية عام 2015 وحتى الأن تم دخول 697 شحنة مطابقة للمواصفات وزنها 5991.5 طن، بينما رفض 8 شحنات وزنهم 66.24.
بما يعني أنه خلال العامين الماضيين دخل مصر عدد" 13ألف و852 شحنة "ملابس جاهزة مستوردها منها "بناطيل الجينز"، وحجمها 10 مليون و334 ألف و558 طن، بينما ضبطت شحنات من الملابس ضارة ومسرطنة وغير مطابقة للمواصفات عددها "206 شحنة ملابس"، حجمها 236ألف و69 طن، وذكر مستند هيئة الرقابة أن أسباب رفض هذه الشحنات، وجود صبغات مسرطنة في هذه الملابس تسبب السرطان عند ارتدائها كما ان هناك رفض لعدم تدوين بيانات اللائحة كاسم المستورد وبعض الأمور الورقية
صندوق دعم الغزل والنسيج وهو جهة حكومية قام العام الماضي، بعمل جولات ميدانية في عدة أسواق مصرية في الإسكندرية والمنصورة والقاهرة، من خلال فريق بحث من المتخصصين في صناعة الغزل والملابس الجاهزة، وقام بأخذ عينات من بعض الملابس كبناطيل الجينز والذي يباع في تلك الأسواق، ووجدها غير مطابقة للمواصفات، وجزء منها مُهرب بشكل غير شرعي والجزأ الأخر مُصّنع من خامات رديئة ومصبوغ بعدة مواد كيميائية تسبب سرطان في الجلد.. وهذا طبقا لدارسة تتبع صندوق دعم الغزل والنسيج منشورة على موقعها الإلكتروني.
استشاري الأمراض الجلدية بالقصر العيني دكتورة هدى الشوربجي قالت في لقائها بـ مصراوي أن عدد من المرضي الذين يأتون لعيادتها مصابين بحساسية والتهابات جلدية بسبب الملابس المستوردة والتي منها "بناطيل الجينز"، مؤكدة أن بناطيل الجينز المستوردة من خامات رديئة بها مواد كيميائية تصيب الرجال بالعقم، بسبب أن تلك المواد الكيماوية جزء منها مسرطن، كما أن القماش الجينز، يعتبر مادة صلبة نسبيا إذا ما قورنت بالأقمشة الأخرى، مما يجعلها مقيدة للمنطقة التناسلية عند الرجل، وهذا يؤدي لإصابة الرجال بالعقم على المدى الطويل.. حسب الشوربجي.
"فيه بعض المواد بتدخل في تركيب الجينز والملابس الجاهزة، الجينز كلما كان ردئ يسبب أمراضا بعينها، أهمها العقم، احنا بنقول للمريض لا يلبس لبس رديء لأنه مصنع من مواد خاطئة على الجلد، هناك مرضى كثيرين جاءوا للعلاج يعانون من التهابات وحساسية بسبب ارتدائهم لملابس جينز رديئة مصنوعة من مواد كيمائية رديئة، وتطور الأمر عند البعض للعقم".. هكذا قالت.
وأوضحت أن هناك أنواعا من الملابس المصنوعة من الصوف هي أيضا تباع وتحتوي على مواد كيماوية تصيب بسرطانات الجلد والحساسية، وأنها تباشر علاج عدد من الماصبين بالحاسية وسرطانات الجلد نتيجة ارتداء تلك الملابس، وأن هذه الملابس تظهر بكثافة عند البنات التي ترتدي "الكارينا والتي شيرتات، وبناطيل الأستريتش"، وحسب الشوربجي فجزء من هذه الملابس المستورد منها مصنع من ألياف صناعية وهذه المواد خطأ ارتدائها لأنها تحبس العرق على جلد الإنسان، وتحديداً في فصل الصيف بسبب الأملاح التي تحتك مع هذه الألياف الضارة وتسبب في التهابات وسرطانات في الجلد.
عشوائية الرقابة
مجدي طلبة وكيل المجلس التصديري للغزل والنسيج وعضو هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، يؤكد في لقاء مع "مصراوي"، أن المشكلة تتلخص في أن الواردات تأتي من دول كثيرة، وهذا يفتح مجال كبير للتهريب، "احنا عندنا عصابات تهريب كتير جداً، في صناعة الملابس، ولذلك تختلط الأمور دائما".. هكذا يقول.
ويضيف طلبة أن موضوع التهريب دائما يترواح بين جهتين الجمارك ممثلة في وزارة المالية، والتي تدير المنافذ، والداخلية وهي الأمن الجالس على المنافذ، إذا كان يتم التهريب من الصحراء في لييببا أو الموانئ والمطارات، والمنطقة الحرة، فوزارة المالية والداخلية، هما المسؤولين.
وعن دور هيئة الرقابة على الصادرات والواردات والذي يعتبر "طلبة" عضو فيها، يقول أن الهيئة تراقب كل ما يعرض عليها من سلع هندسية أو ملابس بما فيها الجينز وخلافه، "أي شيء يدخل بشكل شرعي يتم الرقابة عليه وفحصه جيداً في المعامل، هناك شحنات بيتم رفضها، لكن اللي داخل غير رسمي لا يخضع لأي بوابات فلازم جهات تنزل تأخذ عينات وتحللها"، وأضاف أن الخطورة ليست في هيئة الرقابة على الواردات، لأن الصناعة المصرية تعاني من المستورد الغير شرعي فقط.
وأكد أن أكثر من 50% من الملابس الموجودة في مصر مهربة وأجنبية، ولا يتم حسابها جمركيا، ونفى أن يكون ذلك مسؤولية هيئة الرقابة على الصادرات، "هذه المنتجات بتدخل البلد بدون أساس رسمي ولم يتم عرضها على أي جهة فالمنافذ مفتوحة".. يقول.
"طلبة" يوضح أنهم كهيئة رقابة على الصادرات والواردات يحاولون الحصول على حق الضبطية القضائية في الأسواق المصرية، بحيث يحق للهيئة النزول في الأسواق وأخذ عينات من المنتجات وفصحها، وحينما استفسرنا منه عن دور مباحث التموين في مراقبة المنتجات أوضح أن مباحث التموين لا تستطيع الرقابة على السوق وحدها، لأنها ليست جهة فنية، وتعتمد على البلاغات المقدمة لجهاز حماية المستهلك فقط، وتهتم بإجراءات المنتح الروتينية سواء كان لها سجل تجاري أو لا، لكن الاهتمام بالمادة الصانعة للمنتج لا تستطيع ان تحدده مباحث التموين لأنهم حسب طلبة غير مؤهلين للكشف عن المواصفات الفنية للمنتج، وأوضح أن هناك ملابس بالجملة في السوق المصري منها الجينز خاماتها رديئة وتصيب المصريين بأمراض.
وأضاف أن هناك أصحاب مصالح في السوق المحلي يريدون وقف الاستيراد، وطالب بتحسين جودة السوق المصري من خلال الصناعة المستوردة "مينفعش نوقف الاستيراد علشان كلام بيتقال، اللي بيدخل شرعي بيدخل أغلى من المحلي، بتوع السوق المحلي يريدون نوع من الاحتكار، اللي يهمنا المستهلك المصري يحصل على سلعة بأعلى جودة وأقل سعر".
206 شحنة ملابس مسرطنة
في السياق ذاته حصل مصراوي على مستند رسمي من هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، يوضح حجم الواردات التي دخلت السوق المصري من الملابس خلال الفترة من يناير 2013 وحتى فبراير 2015، وحجم الملابس المستوردة التي تم رفضها بسبب وجود مواد مسرطنة فيها.
وأكد المستند، أنه في عام 2013 دخلت مصر عدد 4387 شحنة من الملابس الجاهزة، تم قبولها لأنها مطابقة للمواصفات، ووزنها 23165.91 طن، بينما تم رفض 70 شحنة وزنها، 97.39 طن، وفي عام 2014 دخلت مصر عدد 8777 شحنة ملابس جاهزة تقول الهيئة أنها مطابقة للمواصفات، وزنها 74188.22، وتم رفض 128 شحنة ملابس جاهزة، وزنها 730.06، بينما منذ بداية عام 2015 وحتى الأن تم دخول 697 شحنة مطابقة للمواصفات وزنها 5991.5 طن، بينما رفض 8 شحنات وزنهم 66.24.
بما يعني أنه خلال العامين الماضيين دخل مصر عدد" 13ألف و852 شحنة "ملابس جاهزة مستوردها منها "بناطيل الجينز"، وحجمها 10 مليون و334 ألف و558 طن، بينما ضبطت شحنات من الملابس ضارة ومسرطنة وغير مطابقة للمواصفات عددها "206 شحنة ملابس"، حجمها 236ألف و69 طن، وذكر مستند هيئة الرقابة أن أسباب رفض هذه الشحنات، وجود صبغات مسرطنة في هذه الملابس تسبب السرطان عند ارتدائها كما ان هناك رفض لعدم تدوين بيانات اللائحة كاسم المستورد وبعض الأمور الورقية